كتب الخبير
أثنى مدير فريق ريد بول البريطاني كريستيان هورنر على سائقه المكسيكي سيرجيو “تشيكو” بيريز، معتبراً أنّ الأخير يقدّم العديد من الحلول للحظيرة النمسوية ويرد على دوره في الفريق بالعديد من الطرق.
لم يعد الوافد الجديد سيرجيو بيريز يكتفي بتقديم تأدية مستقرة على حلبات الفورمولا واحد، بل بات يساهم أيضاً بإيجاد أفضل الاجواء الإيجابية داخل أروقة الفريق الطامح للفوز بلقب السائقين والصانعين معاً هذا العام.
وعلى الرغم من أن بيريز أحرز لقب جائزة أذربيجان الكبرى مستفيداً من تعرض زميله الهولندي ماكس فيرشتابن لحادث عقب انفجار إطار سيارته فيما كان في الصدارة، إلاّ أنّ نتائجه خلال السباقات الـ 15 الاولى له بلباس ريد بول كانت متفاوتة.
ولكن، منذ جائزة تركيا الكبرى، الجولة السادسة عشرة من البطولة العالمية، بدا أن بيريز وجد نفسه أكثر مع صعوده إلى منصة التتويج 3 مرات توالياً في المركز الثالث، ما جعله أحد الدعائم الصلبة لـ “ماد ماكس” الساعي لإحراز لقب بطولة العالم للمرة الاولى في مسيرته وإنهاء هيمنة سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، ولفريقه ريد بول الذي بات بدوره يتأخر بفارق نقطة عن فريق “الأسهم الفضيّة” في صدارة ترتيب الصانعين (478.50 مقابل 477.50).
وفي مقارنة سريعة بين بيريز والسائق الثاني في مرسيدس الفنلندي فالتيري بوتاس، ذهب البعض للقول: الاوّل مدد عقده والثاني ينتظر موعد مغادرة الفريق من الباب الضيّق مع نهاية العام الحالي. المكسيكي صعد إلى منصة التتويج 3 مرات توالياً، فيما يجذب الفنلندي من حوله النحس أكثر من الحظ الجميل. وفي الحالتين كلتيهما، ينعكس ذلك على كل فريق. فعلى الرغم من تحقيقة أسرع توقيت خلال امتحان يوم “السبت” في المكسيك الأحد وفوزه بسباق تركيا في منتصف تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي، إلاّ أنه يبدو أن بوتاس غير قادر على السيطرة على ما يجري وباتت الامور تتجاوزه مع نهاية العام، ما انعكس سلباً على مرسيدس في صراعه على الفوز بلقب الصانعين حيث بات يتقدم بفارق نقطة يتيمة فقط، كما ذكرنا آنفاً.
في المقابل، يعكس بيريز صورة سائق “تحوّل” مع الكثير من الهدوء والجدية، ما يعزز شعور التفوق الذي يظهره فريقه، في سباق مقارعة مرسيدس، في الاسابيع الأخيرة.
وأفضل صورة عما نتكلم عنه، معرفة فيرشتابن أهمية الدعم الذي يقدمه له بيريز حيث انضم إليه مع نهاية سباق المكسيك للإحتفال بتحقيقه المركز الثالث ورفع العلم المكسيكي أمام الجماهير.
فعلى أرضه وأمام جماهيره في مكسيكو، كان بامكان الأمور أن تكون أفضل لابن الـ 31 عاماً، لكنه افتقر للمسة أخيرة ولدفعة من القدر من أجل تجاوز “السير” هاميلتون في المركز الثاني.
كان ذلك سيكون، الفاكهة على قالب الحلوى لفريق ريد بول، خصوصاً أن فيرشتابن الفائز للمرة الثالثة على حلبة الشقيقين هرمانوس رودريغيز بعد عامي 2017 و2018 وللمرة التاسعة هذا العام تمكن من تعزيز صدارته لترتيب السائقين بفارق 19 نقطة عن ملاحقه المباشر مع 312.50 نقطة مقابل 293.50 لسائق مرسيدس.
رغم ذلك، عاش بيريز الذي كان قبل عام يبحث عن مقعد له في الفورمولا واحد عندما أعلمه فريقه رايسينغ بوينت (آستون مارتن حالياً) أن مقعده سيكون من نصيب بطل العالم أربع مرات الألماني سيباستيان فيتيل، حلم أنه بات أوّل سائق مكسيكي يصعد إلى منصة تتويج سباق بلاده، كما دوّن اسمه في صفحات تاريخ الفئة الاولى بعدما بات أول مكسيكي أيضاً يتصدر السباق قبل أن يحتفل بمركزه الثالث مع 138.435 ألف متفرج احتشدوا في المدرجات.
لم يتذمر مدير الحظيرة النمسوية كريستيان هورنر مما شاهده في المكسيك الأحد الماضي، خصوصاً أن المكسيكي بات أكثر ثقة بنفسه خلف مقود السيارة، لذا قال: “أعتقد أننا كنا نملك السرعة الأحد، كان بامكانك أن ترى ذلك مع “تشيكو” فهو كان يقترب أكثر في اللفات الأخيرة (من هاميلتون)، ولكنه خاض سباقاً رائعاً”.
وأضاف: “كانوا سيواجهون السيارات المتأخرة ، فدخل لويس إلى منصات التوقف “للتأكد من احتفاظه بموقعه على الحلبة، ولكن بعد ذلك منحنا “تشيكو”حوالي 10 لفات على متن إطارات أفضل ، وقد نجح بالفعل في نهاية السباق ، لذلك هو سباق عظيم بالنسبة له”.
وأكد هورنر أن بيريز “وجد مستواه في آخر ثلاثة أو أربعة سباقات وهذا فقط يقدم لنا الكثير من الخيارات” و”إنه متوافق تمامًا مع ذلك، ويطرح الكثير من الاسئلة حول السيارة أيضًا ، ويجب أن أقول إنها على الأرجح واحدة من أفضل، إن لم تكن الأفضل، روح الفريق التي نعشيها في هذا الفريق”.
وترتفع أسهم ريد بول للفوز مرة جديدة مع الثنائي فيرشتابن ـ بيريز عندما تزور الفورمولا واحد حلبة إنترلاغوس البرازيلية هذا الاسبوع، لكن هورنر يرفض أن يجزم أن الفوز بلقبي السائقين والصانعين في متناول فريقه وذلك قبل 4 سباقات من النهاية.
وختم قائلاً: “لا يزال الطريق طويلاً وهناك الكثير من النقاط لحصدها، لذا علينا فقط الاستمرار في فعل ما نقوم به، ومواصلة الهجوم والدفع وبذل قصارى جهدنا في نهاية كل أسبوع”.