أصبح شارل لوكلير في موقف لا يحسد عليه من ناحية المنافسة على بطولة هذا العام، وبعد حادث فرنسا أصبح أحدث سائق فورمولا 1 يخرج من سباق الجائزة الكبرى بينما كان في الصدارة اثر خطأ شخصي، وتعتبر هذه الأخطاء الأكثر تأثيراً، حيث ان خطأ القيادة أثناء السباق هو أمر نادر الحدوث في سباق السيارات من الفئة الأولى. ولكن… أضاف لوكلير أسمه إلى القائمة بعدما فقد السيطرة على سيارته في اللفة 19 من سباق الجائزة الكبرى في فرنسا على حلبة بول ريكارد.
وفي هذا السياق فلنستعرض بعض الحوادث المشابهة لسائقي الفرمولا 1
للتنويه: لم يتم احتساب الانسحابات التي أتت أثر أعطال في السيارات ، لذلك لن يتم تضمين حوداث مثل انفجار إطار ماكس فيرشتابن في سباق أذربيجان 2021 ، أو كيمي رايكونن في نوربورغرينغ 2005…
لويس هاميلتون جائزة ألمانيا الكبرى 2019
كان هاميلتون يقود الصدارة على متن سيارة مرسيدس عندما انزلق عن المسار تحت أجواء ماطرة على حلبة هوكنهايم في ألمانيا، في سباق كان فريق مرسيدس يحتفل خلاله بمرور 125 عامًا على المشاركة في رياضة السيارات.
كان فريق مرسيدس متألقًا في عطلة نهاية الأسبوع في هوكنهايم لكن نهاية الأسبوع كانت محزنة حيث أدى خطأ هاميلتون إلى الإصطدام في الحائط قبل دخول محطات الصيانة تمكن هاميلتون من إبقاء السيارة تتحرك بما يكفي لدخوله المرآب ولكن لم يكن الفريق جاهزًا له ، مما أدى الىمكوق بطل العالم لمدة دقيقة تقريبًا حيث كان فريقه يتدافع بحثًا عن إطارات وجناح أمامي. كما اصطدم زميله في الفريق انذاك الفنلندي فالتيري بوتاس في اللفة 56 بالحائط، ولينهي هاميلتون في المركز التاسع.
سبستيان فيتيل جائزة ألمانيا الكبرى 2018
يمكن القول أن خطأ فيتل في جائزة ألمانيا الكبرى 2018 كان له التأثير الكبير على مسيرته خصوصاً مع السيدة ذات الرداء الأحمر. ومع دخوله السباق على أرضه وبين جمهوره، كان فيتيل يتقدم بفارق ثماني نقاط على هاميلتون بعد فوز هائل على حلبة سيلفرستون وبدا مستعداً لتوسيع الفارق في البطولة وكان هاملتون قد عانى من مشكلة في التجارب التأهلية لينطلق في المركز 14.
وكان فيتيل يقود الصدارة وزميله في الفريق انذاك بطل العالم في 2007 الفنلندي كيمي رايكونن في المركز الثاني، و لكن فيتيل شعر بالضغط من هاميلتون عندما كان يقود بشراسة على الحلبة حيث أصبحت الظروف زلقة بشكل متزايد بسبب اقتراب عاصفة ممطرة. وارتكب فيتيل خطأ فادحًا في المنعطف 12 وانزلقت سيارته لتصطدم بالحواجز مما أدى الى خروجه من السباق.
وشعر الالماني بالأسى الشديد لأنه أدرك فداحة خطأه ، خصوصاً عندما تمكن هاميلتون من تحقيق النصر وليتصدر بفارق 17 نقطة في بطولة السائقين.
ميكا هاكينن جائزة إيطاليا مونزا1999
في وقت لاحق من ذلك الموسم توقف بطل العالم 7 مرات مايكل شوماخر عن المشاركة بالسباقات بسبب كسر في رجله بعد حادث كبير في سيلفرستون، وأشعل هاكينن التصفيات حين حل أولاً بفارق نصف ثانية عن سائق جوردان هاينز هارالد فرينتزين، في حين أن منافسه الرئيسي إيدي إيرفين حل في المركز الثامن على متن الفيراري.
وواصل هاكينن السيطرة على أول 29 لفة من السباق ، محققاً تقدمًا بفارق 8 ثوانٍ على فرنتزن، وبدا أنه سيحقق تقدمًا كبيرًا على إيرفين على صعيد البطولة خصوصاً مع بقاء ثلاثة سباقات فقط في الموسم.
ولكن، أعطى هاكينين المشجعين الإيطاليين سببًا جيداً للاحتفار عندما فقد السيطرة على سيارته ودار بها ولتنتهي في الحصى، وكانت ردة فعل هاكينن عاطفية حيث ذهب ليبكي بين الأشجار بينما كانت طائرة الهليكوبتر تحوم فوقه، وأصبحت هذه اللحظة واحدة من أكثر الصور شهرة في تقلبات الموسم وانعطافاته.
وبهذا الخطأ فشل هاكينن في تحقيق التقدم في ترتيب البطولة، على الرغم من أن إيرفين لم يكن قادرًا على الاستفادة من الكثير لأنه سجل نقطة وحيدة في المركز السادس فقط ليتعادل مع الفنلندي.
وكان فرنتزن هو أكثر المستفيدين من خطأ هاكينن حيث قلص الفارق إلى 10 نقاط فقط خلف ثنائي الطليعة ليصبح حصان البطولة الأسود آنذك في المنافسة على لقب السائقين.
مايكل شوماخر كندا 1999
ثلاثة سباقات فقط بعد الخطأ الكارثي لهاكينن في ايمولا، رد شوماخر (العائد من الاصابة) الجميل للفنلندي في جائزة كندا الكبرى. وذلك في عطلة نهاية الأسبوع حيث حصل “جدار الأبطال” على لقبه ، فعندما كان شوماخر يقود السباق بشكل مريح ارتكب خطأً في المنعطف الأخير وانزلق جانبًا ليصطدم بالجدار.
كان شوماخر غاضبًا جدًا بسبب خطأه ، حيث صرّح قائلاً: “من الواضح جدًا أنني كنت قد أخطأت. يبدو أنني أصنع واحدة كل عام، وآمل أن تكون هذه الأخيرة”. وأعطى هذا الخطأ الفوز لهاكينن في تلك الجائزة.
دايفيد كولتارد و- جانكارلو فيسيشيلا جائزة ألمانيا نوربورغرينغ 1999
في تحول مذهل للأحداث في نوربورغرينغ بعد أسابيع قليلة من خطأ هاكينن في مونزا، كان السباق الذي لم يرغب أحد بالفوز به. فبعد بداية مثيرة مع تحطم سيارة بيدرو دينيز سائق ساوبر، شهد السباق ارتكاب مكلارين لخطأ تكتيكي حيث تم تركيب الإطارات المخصصة للأجواء المبتلة تمامًا على سيارة هاكينن عندما بدأ المسار في الجفاف.
وخرج فرينتزن، الذي كان على وشك المنافسة على البطولة بعد قيادة أكثر من مقنعة ، عن الحلبة وانسحب بعد خروجة مباشرة من المرآب. مما أعطى زمام المبادرة إلى كولتارد ، الذي كان هو أيضاً ينافس على لقب ذلك الموسم.
ولكن، وفي اللفة 38 ، انزلق كولتارد في ظل الظروف المتدهورة وكان عاجزًا عن السيطرة على سيارته وبالتالي تفادي الاصطدام بالحواجز. وهكذا ورث جيانكارلو فيسيكيلا زمام المبادرة، ولكنه خرج أيضاً من الساق بعد تسع لفات فقط.
ثم تولى جوني هربرت زمام المبادرة ، وتجاوز اللفات الختامية عابراً خط الوصول مانحاً فريق ستيوارت غراند بريك (جاغوار لاحقاً، واليوم ريدبل ريسينغ) انتصارهم الوحيد في سباق الجائزة الكبرى.
مايكل شوماخر جائزة ايمولا 1995
كان شوماخر مهيمناً خلال موسم 1995، كانت إيمولا أحد السباقات القليلة التي أخطأ بها في المراحل الأولى من السباق، حيث انزلق بطل العالم السباعي وتعرض لحادث كبير بشكل مفاجئ أدى إلى سقوط سيارته بعد تدحرجها في الهواء لفترة وجيزة.
وكان شوماخر يقود على الإطارات الملساء في ظروف الرطبة ، مما أدى الى الاعتقاد أنه ارتكب خطأً، على الرغم من أن الالماني أكد أن هناك مشكلة في السيارة.
ايرتون سينا موناكو 1988
سيطر سينا على عطلة نهاية الأسبوع في موناكو في ذلك العام وكان متقدمًا بقارق دقيقة تقريبًا مع بقاء 11 لفة فقط من السباق. وما حدث بالضبط لم يتم شرحه بالكامل على الإطلاق، مع عدم التقاط كاميرات التلفزيون خطأ سينا ، لكن البرازيلي أوضح لاحقًا أنه قطع الحاجز الداخلي عند زاوية بورتييه.
وأدى ذلك إلى تضرر سيارته وإلقائها على الجانب الآخر من المسار، ولكن في النهائية تمكن سينا من الفوز ببطولة العالم ذلك العام على الرغم من هذا الخطأ ، وذلك بفوزه على زميله في فريق مكلارين آلان بروست في أول معاركهما المثيرة للجدل على اللقب.