كتب المهندس بول جاموس
انتقلت الفورمولا واحد منذ سبع سنوات إلى وحدات الطاقة الهجينة حيث تم تزويد سيارات البطولة بمحركات سداسية الأسطوانات على شكل “V” بالإضافة إلى أجهزة استعادة الطاقة. ومع استمرار هذه الحقبة للسنوات القادمة ستقدم الفورمولا واحد مجموعة جديدة من الرسومات في عطلة نهاية الأسبوع المقبل في البرازيل والتي تسلّط الضوء على الطموحات الخضراء والاستدامة البيئية للفئة الملكة في رياضة السيارات.
تأتي الرسومات الجديدة ذات الطابع الأخضر المستدام مع شعار جديد: “المحرك الأكثر كفاءة في العالم” حيث تُعدّ وحدة الطاقة الهجينة الحالية في الفورمولا واحد الأكثر كفاءة في عالم المحركات. يتجلى ذلك من خلال الوصول إلى كفاءة حرارية بنسبة 52 بالمائة وهو رقم تتفرد فيه وحدة طاقة الفورمولا واحد المعاصرة بالمقارنة مع الفئات كافة التي تصل الكفاءة الحرارية فيها كحد أقصى إلى حدود 40 بالمائة.
على الرغم من التركيز المتزايد من مصنعي سيارات الطرق على مستقبل السيارات الكهربائية لا تزال الفورمولا واحد تعتقد أنها يمكن أن تظل رائدة في صناعة السيارات من خلال محركات الاحتراق الداخلي الهجينة.
سيتم تشغيل المحرك الجديد المقرر طرحه في العام 2025 بوقود مستدام متطور جدًا؛ وتعتقد البطولة أن هذا سيؤدي إلى مسار إضافي إلى جانب الابقاء على الأجهزة الكهربائية حيث أن هذه الجهود والمساعي يمكن أن يكون لها تأثير أكثر شمولاً وإفادة على البيئة.
تعمل سيارات هذا العام بمزيج من الوقود الحيوي بنسبة 5.75 في المائة مع زيادة هذه التركيبة إلى 10 في المائة (المعروف أيضًا باسم E10) العام المقبل. تتمثل الخطة في التحول إلى الجيل الثالث من الوقود الحيوي المعروف أيضًا باسم الوقود المستدام بحلول عام 2025.
تخطط الفورمولا واحد لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2030 وتهدف إلى تعويض بصمتها الكربونية لجميع السباقات في طريقها لتحقيق ذلك. هناك تغييرات أخرى في قوانين المحركات الجديدة في العام 2025 حيث تركزت المحادثات في الغالب حول إزالة جهاز استعادة الطاقة الحرارية “ام جي يو-اتش”.
قد تغري القوانين الجديدة الشركات المصنعة الأخرى مثل بورش للدخول إلى ساحة الفورمولا واحد، حيث أنها تختبر بالفعل برنامج الوقود المستدام الخاص بها ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان المشجعون سيوافقون على هذا التحول الكبير في البطولة.
عندما تم تقديم الوحدات الهجينة لأول مرة في العام 2014 أعرب عشاق البطولة عن أسفهم لانخفاض صخب المحركات الجديدة وهو أمر تم تحسينه منذ ذلك الحين ولكنه لا يزال نقطة مؤلمة للكثيرين. على الرغم من طموح البطولة بتحقيق الاستدامة البيئية إلا أنه توجد تصورات بين البعض بأن التدابير مثل توفير الوقود فضلاً عن الحد من سعة المحركات و عدد اسطواناتها تسلب الفورمولا واحد هويتها التاريخية.
على الجانب الآخر، خطط العديد من مصنعي السيارات لوضع تاريخ نهائي لبيع السيارات التي تعمل على الوقود الأحفوري بينما تحث العديد من الحكومات المصانع العملاقة إلى وقف بيع مركباتها التي تحرق هذا النوع من الوقود.
في حين أن دفع الفورمولا واحد لإبقاء محرك الاحتراق الداخلي على قيد الحياة قد تكون خطوة جيدة إلا أنه قد يمر من دون أن يلاحظه أحد من قبل غالبية صانعي السيارات الذين يسعون لدخول معترك البطولة ويملكون توجهات مستدامة بنسبة 100 بالمائة.
View this post on Instagram