تستعد المملكة العربية السُّعُودية لاستضافة إحدى جولات كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة من الاتحاد الدُّوَليّ للدرّاجات النارية “فيم – باها”، وذلك في حائل للمرة الأولى في تاريخ رياضة السيارات السعودية، حيث سيُقام على هامش باها السعودية في حائل، وسيُشكِّل الجولة السابعة – قبل الأخيرة – من جولات موسم 2022، بعدها سيتوجه المُشاركون للجولة الأخيرة في باها دبي الدولي الذي سيُقام في مطلع ديسمبر، حيث تُحسم ألقاب الفئات.
سيتولى الاتحاد السعودي للسيارات والدرّاجات النارية مهمة تنظيم هذا الاستحقاق الدولي، بالتعاون مع وزارة الرياضة وبالشراكة مع عبد اللطيف جميل للسيارات. إذ شهدت، وتشهد، المملكة العربية السعودية في الأعوام الأخيرة تطوُّرًا كبيرًا في الرياضات الميكانيكية، ومنها الدرّاجات النارية، وأبرزها رالي داكار، الذي تستضيفه المملكة منذ 2020. إضافةً إلى خطط لاستضافة جولة من جولات بُطولة العالم للدرّاجات النارية “موتو جي بي”.
يُشرف على تنظيم كأس العالم الاتحاد الدولي للدرّاجات النارية “فيم”، الذي يُعنى بشؤون المُنافسات الرياضية الدولية والإقليمية ذات الصلة بالدرّاجات النارية، مثل بُطولة العالم “موتو جي بي”، و “موتوكروس”، و “سوبرموتو”، ومنافسات المسارات الترابية “ترايل” و “إنديورو”، إضافةً إلى بُطولة العالم للراليات الصحراوية الطويلة “كروس كانتري”، وكأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة “باها”.
تضم بطولة الكروس كانتري أربع جولات، رالي داكار في السعودية، وتحدي أبو ظبي الصحراوي، ورالي المغرب الصحراوي، ورالي الأندلس في إسبانيا، في حين يتألف جدول جولات كأس العالم للباها من ثمان جولات أقصر، مدة كل جولة ثلاثة أيام.
بدأت منافسات هذا الموسم من بوابة المنطقة العربية مع جولتين في الأرْدُنّ وقطر، ثم انتقلت إلى أوروبا مع جولات البُرتُغال وإسبانيا والمجر والبُرتُغال مرةً أخرى، ومن ثم تعود إلى الخليج العربي لخوض الجولة السابعة في حائل، ومن ثم الجولة الختامية في دبي. جديرٌ بالذكر أن جدول جولات الموسم تضمَّن مقترحًا لإقامة جولتين في التشيلي، بأمريكا الجنوبية، إنما أُلغيت الخطط.
منافسات الباها هذا الموسم تتألف من سبع جولات بنقاط عادية، وجولة دبي بنقاط مضاعفة. سيكون باها دبي الدولي متاحًا أمام الجميع، إنما ومن أجل فرصة التصنيف في الترتيب العام لكأس العالم لراليات الباها، فإن على المشاركين إنهاء أحد الجولات السابقة وتسجيل نِقَاط فيها. حيث سيتقرّر الترتيب العام النهائي استنادًا إلى أفضل نتيجتين في الموسم، إضافةً إلى النقاط التي سيحصل عليها المشاركون في جولة دبي.
مُتاحٌ المشاركة في فئات الدرّاجات النارية ثُنائية العجلات، ورباعية العجلات “كوادز”، والسيارات الصحراوية الخفيفة “سايد باي سايد”، وتصنيف المشاركين في فئات الناشئين والنساء والمخضرمين.
يُمكن للدرّاجات النارية ثُنائية العجلات العاملة بمحركٍ من أسطوانة واحدة “2 تي” أو أسطوانتين “4 تي”، بسعة 450 سنتيمتر مكعب كحدٍّ أقصى المشاركة في كأس العالم للباها، إضافةً إلى الدرّاجات النارية رباعية العجلات “كوادز”، والسيارات الصحراوية الخفيفة، أما الدرّاجون المشاركون على متن درّاجات تتجاوز سعتها 450 سنتيمترًا، فيمكنهم المشاركة، إنما لا يحقّ لهم تسجيل النقاط، وذلك وفق أنظمة 2022.
لذا فإن باها السعودية سيُشكل آخر فرصة للمشاركين في فئة الدرّاجات النارية العادية ورباعية العجلات لتسجيل النقاط في كأس العالم لراليات الباها، ومن ثمّ التأهل للمشاركة في جولة دبي ذات النقاط المضاعفة.
استضافت حائل في 2007 أول حدث عالمي من نوعه في المملكة العربية السعودية لرياضة السيارات، مع رالي حائل الدولي، وأصبح حدثًا مرشحًا للانضمام لجولات الاتحاد الدولي للسيارات “فيا”، علمًا بأن العام الذي سبقه شهد إقامة الرالي على المستوى المحلي.
أصبح رالي حائل محطةً دائمًا من جولات راليات الكروس كانتري، وتضمَّن فئةً للدرّاجات النارية بدءً من 2013، فازَ بها أول مرة الدرّاج الإماراتي خالد الفلاسي، على متن درّاجة “هوندا” في فئة الدرّاجات النارية العادية، وعاطف الزرعوني، على متن درّاجة كواد “هوندا”، في فئة الدرّاجات النارية رباعية العجلات.
ستُشارك 26 دراجة نارية ثنائية العجلات، وثمان درّاجات نارية رُباعية العجلات “كوادز” في هذه الجولة من كأس العالم لراليات الباها، في فئات الدرّاجات أسماء كبيرة لامعة وواعدة، مثل الناشئ أليكس ماكينس على متن درّاجة “هاسكفارنا”، ومُشاركتان في فئة النساء هنَّ مارغوت لوبيرا، على متن درّاجة “كاي تي أم”، والكُويتية سارة الخريبط، على متن درّاجة “هاسكفارنا”. كما إن هنالك فئةٌ للسائقين المُخضرمين، تضمّ الدرّاجين هاري هاو وجيرار لوبينج، كلاهما على متن “كاي تي أم”، ومنصور القطيطي، على متن “ياماها”، وعثمان الغفلي، على متن درّاجة “هوندا”.
فيما يخص الترتيب العام المؤقت للدرّاجين، تنصُّ الأنظمة على احتساب أفضل نتيجتين للتأهل للجولة النهائية، وفي هذا الصدد، يتقدَّم الدرّاج محمد البلوشي، على متن درّاجة “تي أم”، الجميع في الترتيب العام، وفي رصيده 45 نُقطة، حصل عليها من تسجيله الفوز في إحدى الجولات وإنهائه الأخرى في مركز الوصافة، فإذا فازَ بلقب باها السعودي – حائل، فإنه سيُضيف 50 نُقطة إلى رصيده قبل خوض باها دبي الدولي. إنما سيُواجه محمد البلوشي منافسةً من درّاجين يتطلَّعون أيضاً للفوز، منهم فرحان وهاو وريس – ستافروس، المُشاركين على متن درّاجات “كاي تي أم”، وعبد اللـه الشطِّي، على متن درّاجة “كاوازاكي”، وشقيقه سُلطان البلوشي، على متن درّاجة “تي أم”.
في فئة الدرّاجات النارية رباعية العجلات كوادز”، يبرز الدرّاجُ السعودي عبد المجيد الخليفي، على متن “ياماها”، حيث يرغب بالظفر بالألقاب العالمية تحت راية بلاده، وقد سجَّل فعلًا أقصى قدر ممكن من النقاط، خمسون نُقطة، فيما يمكن لمُواطنه هاني النومسي تحسين رصيده قبل التوجه للجولة النهائية في دبي.
إلى ذلك، ستُنجز إجراءات التوثيق الإداري والفحص التقني يومي الأربعاء والخميس، الموافق 9 و 10 نوفمبر في حائل، يتبعه مؤتمر صحفي الساعة السابعة مساءً، على أن يُقام حفل الافتتاح ويليه خوض مرحلة خاصة استعراضية قصيرة، طولها 18 كيلومترًا، وذلك لتحديد مراكز المُنطلقين في اليوم التالي، الجُمعة المُوافق 11 نوفمبر، حيث سيخوض المشاركون أولى المراحل الفعلية (مرحلة “الجُبَّة”)، بطول 229 كيلومترًا.
تُقام يوم السبت، 12 نوفمبر، المرحلة الخاصة الثانية – والأخيرة (مرحلة “الفرحانية”)، بطول 184 كيلومترًا. المسافة الإجمالية للمراحل الخاصة الخاضعة للتوقيت في الرالي 431 كيلومترًا، تُقام على متوسط ارتفاع 900 متر عن سطح البحر، على مسارات تتميَّز بتنوعها، عشرة في المئة منها مسارات ترابية وحصوية، وخمسة في المئة كثبان رملية، و 85 في المئة منها مسارات رملية في الصحراء.