ما هي القفازات البيومترية في الفورمولا واحد؟ وكيف تساعد على حماية السائقين؟

كتب الخبير

120 ثانية هي الفترة الزمنية المتوسطة الّتي تنقضي بين لحظة خروج السيارة الطبية إلى الحلبة ولحين وصولها إلى موقع المشكلة (أو الحادث) التي تطلبت تدخلها. دقيقتان لا يعرف خلالهما الجسم الطبي أي شيء أو معلومة عن حالة السّائق أو السّائقين المضطلعين بالحادث.

تابعونا على وسائل التواصل
Twitter reddit Quora

ومن أجل تلافي هذا “الوقت المجهول” أو هذه الفترة الصامتة بدون أي معلومات، قرر الإتحاد الدولي للسيارات “فيا” إعتماد قفازات بيومترية قادرة على أن تُرسل إلى الأطباء معلومات مهمة جدًا على غرار معدل دقات القلب أو كمية الاوكسجين في الدم.

ويحتوي القفاز على مستشعر مرن بسماكة 3 ملم تمت خياطته في القماش.

ووفقًا للأرقام التي أصدرها الـ “فيا”، يستخدم هذا الكاشف نسخة جديدة تجارية من نظام “بلوتوث” Bluetooth والّذي بإمكانه أن يُرسل 20 حزمة من المعلومات في الثانية ضمن دائرة قطرها أكثر من 500 متر من موقع الحادث.

وتتم تغذية جهاز الإستشعار  من قبل بطارية صغيرة تتم إعادة شحنها بواسطة الحث المغناطيسي (بدون إحتكاك)، في وقت تسجل المعلومات أو “الداتا” على القفاز من أجل أن تتمكن الفرق من تفريغها عند عودة السائق إلى حظيرة فريقه.

لوران ميكيز، مدير قسم السلامة العامة في الـ “فيا” قال: “كنا نبحث عن خطوة إضافية من ناحية السلامة، لذا إعتقدنا أن واحدة من هذه الخطوات تكمن في إمكانية إعطاء الأطباء في السيارة الطبية المزيد من المعلومات عن حالة السائق لحظة إنطلاق السيارة. بفضل القفاز البيومتري بإمكان الأطباء معرفة ما يحصل قبل الوصول إلى موقع الحادث”.

أفضل مثال على ذلك نذكر الحالة الّتي حصلت مع كارلوس ساينز الإبن في سوتشي عام 2015 ، حيث وعلى رغم وصول سيارة الإسعاف لم يتمكن الاطباء في من رؤية السائق (تجاوزت سيارة “تورو روسو” ساينز حواجز الأمان)، لذا بإمكاننا أن نتأكد بشكل أفضل من أهمية هذا النظام.

وحتّى عندما يصبح السائق بين أيدي الاطباء أو حتّى حين تنتهي مهمة المسعفين ويصبح السائق في سيارة الإسعاف ومن ثم في المستشفى، بإمكان الفريق والجهاز الطبي والـ “فيا”… أن يعرفوا ماذا حصل خلال تلك الدقيقتين قبل أن تحصل أول حالة إحتكاك مع المصاب، لذا يعتقد الـ “فيا” أن لهذا النظام الجديد قيمة طبيّة مهمة جدًا. فهي المرة الأولى التي يتم خلالها إعتماد مثل هذه الخطوة في أي مسابقة رياضية، والأمر يأخذ منحىً أبعد من الرياضة حتّى!

وبعدما تجاوز بنجاح إختبار الإحتراق أو التعرض للنار، تم إختبار القفاز البيومتري من قبل معظم السائقين وسيتم إستخدامه مع إفتتاح بطولة العالم للفورمولا واحد في ملبورن (جائزة أوستراليا الكبرى 23 ـ 25 آذار/ مارس).

وسيبقى هذا القفاز خلال عام 2018 تحت مجهر إختبار الـ “فيا” الذي يؤكد أنه سيقوم بإجراء بعض التعديلات من أجل تحسين هذا النظام. فالى الجانب الصحي أُعجبت الفرق بهذا النظام كونه يمنحها إمكانية تحليل أو الحصول على معلومات إضافية عن السائق. والأمر ذاته ينطبق على محطات التلفزة، على الرغم من أن ميكيز يؤكد أن جانب السلامة والمساعدة الّتي يقدمها هذا القفاز تبقى أولوية بالنسبة للـ “فيا”.

ما هي القفازات البيومترية في الفورمولا واحد؟ وكيف تساعد على حماية السائقين؟

Bookmark the permalink.