لقد كان النصف الأول من هذا الموسم من بطولة العالم للفورمولا1 مليئًا بالإثارة الحماس والخيبات فمن هم الفائزون والخاسرون في منتصف الطريق؟
النصف الأول من الموسم يتجه بقوة نحو رد بل وماكس فيرشتابن مع ثماني انتصارات من أصل 13 سباق. حيث اتجه حامل اللقب ماكس فيرشتابن إلى العطلة الصيفية متقدما على أقرب منافسيه شارل لكلير ب-80 نقطة ويبدو حاليًا المرشح الأوفر حظًا للفوز بلقب ثاني له.
في بداية الموسم بدأ فريق فيراري مهيمناً عل بعض السباقات ففي في أول جولة فاز شارل لكلير في البحرين وبعد جولتين فاز بجائزة أستراليا ةكان الكل متوقعاً إن فيراري ستستعيد أيام المجد لكن كالعادة تظهر الاستراتيجيات العوجاء والأخطاء المميتة، حيث اكتشف الفريق عن غير قصد طرقًا جديدة لتدمير سباقات لكلير وساينز مما سمح لفيرشتابن بمواصلة تحقيق الانتصارات والابتعاد في الصدارة.
من جهة ثانية، بدأ فريق مرسيدس محبطاً حيث لم تستفيد سيارة W13 من اللوائح الفنية الجديدة. لكن مع الوقت تحسن الأداء مع راسل وهاميلتون وأصبح الثنائي البريطاي يطارد فيراري على المركز الثاني في بطولة الصانعين.
لكن من هم الفائزون والخاسرون الرئيسيون حتى الآن في موسم 2022.
حالة ميك شوماخر والرقم 2:
اثنان هو الرقم الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بميك شوماخر خلال مسيرته في السباقات. غالبًا ما يقال إنه يحتاج إلى موسم لكي يعتاد على وضعه الجديد، قبل أن يظهر مهاراته وسرعته.
في عام 2017، احتل المركز 12 في بطولة الفورمولا 3 قبل أن يفوز باللقب بعد ذلك بعام بخمسة انتصارات متتالية مع نهاية الموسم. وكان الأمر نفسه في الفورمولا 2 حيث أنهى أول موسم له عام 2019 في المركز 12 وعاد في موسم 2020 ليحقق اللقب.
لذلك، بعد سجله الحافل كان من المقرر أن يكون عام 2022 موسمًا كبيرًا لشوماخر ، خاصةً أنه يمتلك الآن سيارة يمكن أن يتسابق بها بالفعل ، فضلاً عن امتلاكه لمقياس مفيد مع زميله كيفن ماغنوسن. ولكن بدلاً من التسابق فإن الرقم 2 هو رقم معلق مرة أخرى فوق شوماخر في عام 2022. إنه رقم هياكل سيارة هاس التي دمرها في المملكة العربية السعودية وموناكو بعد بداية سيئة للغاية. وبقي الرقم 2 يطارد الالماني الشاب، لكن هذه المرة بحصوله على النقاط في مناسبتين جائزة بريطانيا والنمسا.
أما محادثات تجديد العقد فلم تبدأ بعد، لكن من المتوقع أن يبقى مع فريق هاس، وهو خيار شوماخر الوحيد للبقاء في الفورمولا 1 حالياً، إلا إذا أتاه عقد من فريق ثان لكن عليه تحسين ادائه أولاً.
صدمة فيراري والبين
قال أحدهم ذات مرة: “المجنون يفعل نفس الشيء مرارًا وتكرارًا ويتوقع نتائج مختلفة.” منذ أعتزال مايكل شوماخر أصبحت فيراري في حالة من الفوضى ةحصل الفريق على اللقب مرة واحدة في 2007 مع كيمي رايكونن وكانو قريبين جداً في 2008، ولكن عموماً تراجع مستوى الفريق مع خروج شوماخر. ويبدو أن فيراري غير قادرة على بناء سيارة سريعة وقيادة فريق جيد في آن واحد.
في عام 2012، كانت F-2012 عبارة عن سيارة غير قابلة للانهزام مع فرناندو الونسو لكن تأخروا ب-3 نقاط فقط عن رد بل وفيتيل وخسروا اللقب.
وبحلول عام 2017/2018، كانت سيارة فيراري منافسة شرسة للمرسيدس، ولكن مع سيباستيان فيتيل، تآمروا على التخلص من كلا اللقبين من خلال إدارة الفريق السيئة أو الإستراتيجية المروعة.
وكانت تصفيات إيطاليا مثالًا، مع كيمي رايكونن الذي حقق قطب الانطلاق لكن سرعان ما أخبروه يوم السباق إنه خارج حسابات الفريق في موسم 2019.
في هذا العام الفيراري هي أسرع سيارة مع لكلير وساينز، ومجدداً ألأخطء الاستراتيجية و خروج لكلير من سباق إسبانيا وأذربيجان وفرنسا كلف فريق فيراري الابتعاد عن صدارة الصانعين بفارق 97 نقطة عن رد بل و بفارق 80 نقطة عن فيرشتابن في بطولة السائقين.
أما بالنسبة إلى فريق ألبين، فتبدو الحظيرة الفرنسية متخبطة الى أقصي الحدود، خصوصاً بعد المفاجأة من الونسو وخروجه من الفريق وتوقيعه مع فريق أستون مارتن للموسم القادم وقرار البين بالتوقيع مع بياستري، الذي سرعان ما نفى خبر قرار انضمامه إلى الفريق، ويبدو أنه بات مهيأً للانضمام الى ماكلارين.
سيارة A522 عبارة عن حزمة جيدة، حيث قدم الفريق أخيرًا جانباً إيجابياً، وكان أداء استبان أوكون مميزاً وتحول إلى قائد الفريق الفرنسي وصمد أمام زميله في الفريق متفوقاً عليه بفارق 17 نقطة وكان وصول أوكون إلى المركز الخامس في النمسا نتيجة بارزة ، حيث أظهر حركاته الهجومية القوية على ألونسو في السعودية ، وحركاته الدفاعية في المجر.
حالة مرسيدس الغير اعتيادية
ومن المفارقات، تكافح مرسيدس في عام 2022 لجعل الفريق بالفعل فائزًا أو منافساً حتى. فلو كانت سيارة ال W13 قوية منذ البداية لكان هاملتون ينافس على لقبه الثامن الذي انتزع منه الموسم الماضي في اللفة الأخيرة في أبو ظبي. فالبريطاني الأسمر لن يتقاعد وهو يحتل المركز الرابع في البطولة ويكون سعيدا. سيخرج استعادة لقبه ويأخذ الرقم القياسي الوحيد من شوماخر الذي لم يفعله بعد.
حقيقة أن فريق السهام الفضية تكافح تعني أنه سيبقى لفترة أطول لإصلاحها والعودة إلى القمة. لويس هاميلتون هو الأفضل لمرسيدس.
بالنسبة لماكس فيرشتابن فقد كانت رحلة جميلة بينما ينهار فيراري وترتد مرسيدس حوله .سيرجيو بيريز زميل جيد في الفريق ، لكنه سيكون رقم اثنين دائماً على ما يبدو.
من المؤكد أن بيريز يحظى بعطلة نهاية أسبوع أفضل هنا وهناك – موناكو على سبيل المثال – لكن فيرشتابن لديه ما يكفي ليقضي على منافسه الوحيد على اللقب.
في النهاية، يبدو أنها ستكون مسألة وقت فقط قبل إضافة اسم ماكس فيرشتابن إلى أسماء ألبرتو أسكاري، غراهام هيل، جيم كلارك، إيمرسون فيتيبالدي ، وميكا هاكينن ، وفيرناندو ألونسو كبطل عالمي للفورمولا 1 مرتين.
