توّج السائق الشاب هيثم قرجولي من الكويت بطلاً لسلسلة سباقات ليجييه الأوروبية خلال الجولة الخامسة ما قبل الاخيرة من المنافسات التي أقيمت على حلبة سبا – فرانكورشان البلجيكية من 23 حتّى 24 أيلول/سبتمبر الحالي، بعد عودته للوقوف على أعلى عتبة على منصة التتويج.
وبفضل أداء قوي خلال عطلة نهاية أسبوع تخللها هطول الامطار بالتزامن مع اقامة منافسات الجولة الخامسة، أظهر الشاب من الكويت موهبته القيادية خلف المقود حيث كان يسير بخطى سريعة في الظروف الصعبة والرطبة للحلبة.
وعلى الرغم من انه استهل مشاركاته الدولية هذا العام، إلاّ أن قرجولي أظهر خبرة كبيرة على الحلبات الاوروبية توجها بفوزه بخمسة سباقات، إضافة إلى احتلاله للمركز الثاني مرة وانطلاقه من المركز الأوّل ست مرات وتسجيله أسرع لفة خلال السباق أربع مرات ، ليتصدر ترتيب السائقين بفارق 55 نقطة عن أقرب منافسيه لوران ميلارا من فريق “أم رايسينغ”، قبل اختتام السلسلة على حلبة بورتيماو البرتغالية.
وخلال التجارب التأهيلية في سبا- فرانكورشان، تابع قرجولي المنافس على اللقب صدارة الفترة الثانية بوقت قدره 2:32 دقيقتان ليحقق أسرع توقيت وينطلق من المركز الأوّل للسباق الثاني.
تبدّلت الظروف المناخية والاجواء الجافة والدافئة والمشمسة الّتي سادت خلال يوم الجمعة أثناء السباق الأوّل صباح السبت مع تساقط رذاذ المطر، وفي حين كان عامل التماسك في أعلى درجاته، وجد قرجولي نفسه سريعاً واحتل المركز الثاني مع نهاية المقطع الأوّل.
وفيما كان قرجولي يطارد سيارة متصدر الفئة لفريق “تي أم إيفولوشين” الرقم 11، دخلت سيارة الأمان في اللفة الثالثة، غير أن السيارات تباعدت عن بعضها البعض بعدما باتت ظروف الحلبة مخادعة عقب اعادة اطلاق السباق، وتجمدت المراكز حتى التوقف الالزامي داخل منصات الفرق مع انتصاف السباق في الساعة الأولى.
كانت “الدراما” بانتظار المتسابقين، إذ مع هطول الأمطار الغزيرة وخيار قرجولي بابقاء الاطارات الملساء لسيارته، انزلقت سيارة المتصدر الرقم 11 خارج المسار التسابقي واستقرت في المنطقة الحصوية، ليعود قرجولي وينزلق بدوره إلى الحصى أيضاً عند منعطف “بول فرير”، لتخرج سيارة الامان إلى الحلبة للمرة الثانية في حين إنتهى السباق الأول مبكرًا لقرجولي.
ومع تحسن الطقس بالتزامن مع السباق الثاني في وقت لاحق من فترة ما بعد الظهر وقرار قرجولي بالاحتفاظ بالإطارات الملساء وعلى مسار بدأ يجف، احتفظ قرجولي بالصدارة بعد انطلاقه من المركز الاوّل، على الرغم من أن محاولاته لإحداث فارق كبير بينه وباقي منافسيه أحبطتها سيارة أمان أخرى.
وقاد قرجولي، ابن الـ 18 عاماً، صراعاً من أربع سيارات من أجل الصدارة مع استئناف السباق، ولكن بسبب عدم تمكنه من خلق فارق مريح اثر تدخل سيارات الامان، فإن الحد الأدنى لوقت التوقف الأطول المفروض على السائقين الحاصلين على التصنيف الفضي أدى إلى تراجعه للمركز الثالث.
غير أن قرجولي نجح في تسجيل أسرع الأوقات للعودة إلى أجواء المنافسات والاقتراب من سيارات فئة “جي سي2 آر” ليعود إلى الصدارة ويقاوم محاولات السائق ميلارا (السيارة الرقم 69) الذي حاول تجاوزه من دون أن ينجح في ذلك.
وحقق قرجولي فوزه الخامس في موسم 2022، ضامناً احراز لقب سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية ، ليعود إلى الكويت وفي جعبته أول لقب أوروبي لبلاده، علماً أن التتويج الرسمي للسائق سيتم على حلبة أوتودرومو إنترناسيونال دو ألغارفي في 16 تشرين الاوّل/أكتوبر المقبل.
علّق هيثم قرجولي، بطل سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية، على انجازه قائلاً: “أولاً وقبل كل شيء، أود أن أشكر فريقي “إتش كيو رايسينغ” لإتاحة هذه الفرصة لي ولعائلتي والرعاة والداعمين في الكويت على دعمهم المستمر لي، فبدونهم لم يكن ليتحقق أي شيء”.
وأضاف: “لقد كان عاماً رائعاً في سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية ويسعدني جداً أن أخوض موسمي الأول من السباقات الدولية ضمن اطار بطولة ليجييه جي أس2 آر التي تتضمن روزنامة تسابقية رائعة تقام إلى جانب سلسلة سباقات لومان الأوروبية وعلى حلبات ملحمية على غرار الجولة المرادفة للسباق الأيقوني 24 ساعة في لومان”.
وختم قائلاً: “كما أنني لا أستطيع أن أشكر “آر أل آر أم سبورت” بما فيه الكفاية، حيث كان الفريق يدير ويشرف على سيارة رائعة طوال العام واستحق الفوز بلقب الفرق. لم يكن من الممكن أن أكون أكثر سعادة لتتويجي بطلاً لسلسلة سباقات ليجييه لعام 2022 وأتطلع إلى الاحتفال بالفوز باللقب في بورتيماو، مع الأصدقاء والعائلة وكذلك “آر أل آر أم سبورت”.