حقق السائق الموهوب الكويتي هيثم قرجولي بداية واعدة على حلبة لو سارث الفرنسية التاريخية التي استضافت الجولة الثالثة من منافسات سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية.
ودوّن هيثم الذي بلغ سن الـ 18 عاماً في آذار/مارس الماضي اسمه في السجلات التاريخية لرياضة السيارات في بدايته كأصغر سائق كويتي يشارك على حلبة لو سارث التي تستضيف سباق 24 ساعة في لومان الشهير، ليجتاز 50 لفة حول الحلبة التي تبلغ مسافتها 13.6 كيلومتراً وتتميز باجتيازها شوارع عامة يتم اقفالها خلال السباق ومن مقاطع لحلبة تسابقية، ما يجعل منها إحدى أكثر الحلبات تطلباً والأطول في العالم.
وانضمت إلى هذه الجولة الأوروبية أكثر من 20 سيارة إضافية كون السباق كان أيضاً جولة من منافسات كـأس فرنسا “جي أس”، ليصل عدد السيارات المشاركة عند خط الإنطلاق إلى 40 في سباق مساند قبل انطلاق فعاليات منافسات سباق 24 ساعة في لومان.
تألق هيثم في التجارب الحرة، ليحقق ثالت أسرع توقيت خلف مقود سيارته “ليجييه جي أس2 آر”، قبل أن يسجل رابع أسرع توقيت خلال التجارب التأهيلية للسباق الأوّل، ليعود وينطلق من المركز الـ 17 في السباق الثاني.
مع انطلاق منافسات السباق الاول من سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية الذي أقيم يوم الجمعة 10 حزيران/يونيو حافظ هيثم على مركزه على الحلبة، وعلى الرغم من منافسته للسائق لوران ميلارا على مركز بهدف الصعود إلى منصة تتويج سباق 24 ساعة في لومان الأسطوري، إلاّ انه اضطر للاكتفاء بالمركز الرابع في الترتيب النهائي متأخراً فقط بفارق 1.5 ثانية عن الفائز بالسباق الثنائي هوغو روساتي وجان-رينيه دو فورنو.
ورغم ذلك، كان بامكان السائق الكويتي أن يخرج بنتيجة رائعة من منافسات السباق الثاني والذي أقيم صباح السبت في 11 منه قبل التحضيرات النهائية لانطلاق سباق 24 ساعة في لومان.
سريعاً، فرض هيثم موهبته القيادية فكان صاحب الانطلاقة الأفضل في اللفة الأولى، حيث نجح في التقدم من المركز الـ 17 إلى السابع دفعة واحدة، لينضم إلى معركة جمعت أربع سيارات تنافست للصعود إلى منصة التتويج، غير أن دخوله إلى موقف الصيانة فور فتح نافذة الدخول، لم يصب في مصلحته عقب اشهار الأعلام الصفراء في بعض مقاطع الحلبة في حين كان ما زال هيثم متوقفاً.
وحصل العديد من منافسيه على فرصة للفوز بالمزيد من الوقت عن طريق التوقف في اللفة التالية، في حين فرض القانون على السيارات إبطاء سرعتها في أجزاء الحلبة التي رُفعت فيها الأعلام الصفراء، وعلى الرغم من نجاحه في تجاوز 3 سيارات في اللفة الأخيرة، إلا أنّ هيثم، ومع اقتراب نهاية السباق، لم يتمكن من احتلال أفضل من المركز الـ 12 متأخراً بفارق 3 ثوانٍ فقط عن الفائز (هوغو روساتي وجان-رينيه دو فورنو)، لكنه عاد من حلبة لو سارث الفرنسية بصفة ثاني أفضل سائق للموسم الكامل في ترتيب السائقين ضمن السلسلة الأوروبية.
كما حافظ هيثم على صدارة الترتيب مع 105 نقاط، متقدماً بفارق 43 نقطة عن أقرب مطارديه ميلارا (62) قبل خوض الجولة الرابعة على حلبة مونزا الإيطالية التاريخية في الأوّل من تموز/يوليو، في حين يعتلي فريقه “آر آل آر أم سبورت” صدارة ترتيب الفرق (105).
قال هيثم: “لم أتوقع أبداً أن تكون سلسلة سباقات ليجييه الأوروبية على حلبة لومان سهلة وبالفعل لم تكن كذلك. لقد كانت خبرة رائعة وساحرة عبر القيادة في المقاطع الشهيرة على غرار مقطع مولسان المستقيم بعدما سبق لي أن شاهدت السباق مرات عدة أمام شاشة التلفزيون لسنوات عدة. لم أحلم أبداً أن أحصل على فرصة المشاركة في هذا السباق في أحد من الأيام”.
وأضاف منتشياً بانجازه: “الإيجابيات التي يمكننا أن نستخلصها من عطلة نهاية الاسبوع هي أنني تأهلت من الخط الثاني عند خط الانطلاق في السباق الأول يوم الجمعة، وصارعت بقوة للحفاظ على هذه المرتبة حتى النهاية”.
وأردف هيثم: “لقد أعاقتني الأعلام الصفراء في التجارب التأهيلية للسباق الثاني واضطررت للانطلاق من المراكز الخلفية ضمن فئة سيارات الـ “جي أس2 آر”، لكن العديد من السائقين الآخرين تأثروا أيضاً بهذه الاعلام. كل ما كان يمكنني فعله بعد انطلاقي من المركز السابع عشر، كان خوض سباقي الخاص والقيادة بشكل نظيف متبعاً أفضل الخطوط التسابقية”.
وختم: “حصلت الكثير من الحوادث ومررت ببضع لحظات مخيفة، لكنني تغلبت على جميع هذه المصاعب وأنا فخور بإكمال سباقين والدوران خلال 50 لفة حول حلبة لا سارث التاريخية. الإضافة الأخرى هي أنني كنت ثاني أفضل سائق للموسم الكامل في منافسات السباق الثاني، وما زلت في صدارة السلسلة قبل التوجه إلى مونزا”.