انطلق رالي قطر الدولي، الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط للراليات للعام الحالي، من حلبة لوسيل الدولية مساء الخميس، فيما باتت الفرق مستعدة لخوض يومين من التنافس الشرس خلال 12 مرحلة خاصة بالسرعة في شمال البلاد.
وانضم ابرز السائقين إلى رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية عبد الرحمن المناعي والمدير التنفيذي للاتحاد عمرو الحمد لحضور المؤتمر الصحافي الرسمي قبل انطلاق النسخة الـ 43 من رالي قطر، فيما أقيم حفل الانطلاق في حلبة لوسيل التي استضافت جولة من بطولة العالم للفورمولا واحد لأوّل مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وتستعد لاستضافة باكورة جولات بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي” في 6 آذار/مارس المقبل.
حصل المشاركون في الجولة الثانية الإقليمية على فرصة إيجاد أفضل معايير الضبط لسياراتهم تمهيداً لانطلاق المنافسات، عبر مرور متكرر ظهر الخميس في مرحلة تجارب تبلغ مسافتها 7 كيلومترات تم اعتمادها للمرة الاولى من قبل اللجنة التنظيمية للرالي.
وسلطت الاضواء على هذه التجربة الجديدة ليس فقط بسبب المواكبة الإعلامية، بل أيضاً كونها تمنح السائقين والملاحين فرصة تقييم مستواهم وسرعتهم، قبل انطلاق المنافسات الفعلية يوم الجمعة.
ومع اكتمال إجراءات التدقيق الفني صباح الخميس واستطلاع المراحل، صبت الفرق الفنية المشرفة على تحضير السيارات اهتمامها على وضع الاستراتيجية الأنسب للطاقم وإعداد السيارة قبل بدء حفل الانطلاق. في حين يسعى “سوبرمان” الرياضة الميكانيكية البطل المحلي ناصر صالح العطية إلى تحقيق فوزه السادس عشر على أرضه وأمام جماهيره ، في ظل منافسة محتدمة مع اسمين كبيرين في بطولة العالم للراليات، هما كريس ميك ومادس أوستبيرغ، وأسماء أخرى محلية على غرار عبدالعزيز الكواري وخالد السويدي وناصر خليفة العطية.
قال العطية: “يشارك عدد كبير من السائقين وستكون منافسة حامية”.
وتابع: “هو رالي بلدي وأعرفه جيدًا. سأبذل قصارى جهدي للفوز به. ستقام بعض المراحل بالاتجاه المعاكس للعام الماضي وبعض المراحل جديدة…. هي أفضل من المرة السابقة”.
وأردف بطل الشرق الأوسط 17 مرة: “أعتقد أن الجميع سيستمتعون. أنا متأكد من أن مادس وكريس سيدفعان منذ البداية. يجب أن تكون استراتيجيتي اعتماد القيادة الضاغطة لأن كريس سريع جداً وكذلك مادس. لن تكون المهمة سهلة. من الرائع وجودهما هنا ونحن بحاجة لتطوير البطولة “.
ولم تشذ كلمات ملاحه الفرنسي ماتيو بوميل المقيم في أندورا والذي غاب عن باكورة الجولات في عُمان الشهر الماضي لاسباب شخصية، إذ قال: “مثل كل عام، الكثير من الحجارة في كل مكان. هذا ما يجعل من رالي قطر صعباً. سيكون الأمر ممتعًا خاصة مع تواجد كريس ومادس”.
وتابع: “قمنا بتدوين ملاحظات الطريق وهي جيدة وأعددناها جيدًا. نحتاج إلى القيام بالمرور الاوّل يوم الجمعة لنرى أين نحن وماذا يجب أن نفعله ونرى ما إذا كنا بحاجة إلى رفع سرعتنا. دعونا نرى ما إذا كانت لدينا بعض المشاكل أم لا. من الجيد رؤية العديد من السيارات عالية الجودة هنا”.
من ناحيته، قال ميك الذي يشارك في رالي قطر للعام الثاني توالياً: “سيكون تحدياً كبيراً. تم تنعيم المراحل بجرار ما يمنع في بعض النواحي التعرض للانزلاق عند المنعطفات ويقلل من خطر حالات الانثقاب. عندما كنا نعمد إلى الانزلاق في السابق بشكل واسع كان من الممكن اختيار المسار الخطأ عل خلفية تواجد ثلاثة أو أربعة خطوط تسابقية متجهة في اتجاهات مماثلة “.
وتحدث أوستبرغ عن مغامرته الأولى في قطر قائلاً: “هي مشاركتي الأولى وسيكون تحدياً كبيراً. تشبه خصائص المرحلتين الأولى والثانية مراحل بطولة العالم للراليات، لذلك دعونا نرى ما يمكننا القيام به”.
ويشارك ناصر خليفة العطية خلف مقود سيارة فورد فييستا رالي2 من تحضير فريق موتورتيون اللبناني، في حين سيجلس إلى جانب القطري الملاح زياد شهاب في تبديل اللحظات الأخيرة بدلاً من الإيطالي جيوفاني بيرناكيني.
قال وصيف البطولة الإقليمية والفائز برالي قطر عام 1993: “سارت تمارين استطلاع المسارات بشكل جيد. كان أهم شيء إيجاد أفضل معايير الضبط للمراحل. قام المنظمون بعمل رائع مع المسارات الممهدة واغلقوا فرصة إيجاد خطوط تسابقية عند المنعطفات”.
وتابع: “أهنئ المنظمين على هذا الجهد. كل شيء واضح الآن للسائقين. لقد دونا بوتيرة رائعة ملاحظات الطريق، لذا سيكون الأمر ممتعاً. احتل المركز الثاني في الترتيب العام المؤقت للبطولة وسأحاول الحفاظ على نفس الوتيرة. سيارتي ليست قوية مثل طرازي فولكسفاكن أو شكودا، ولكن سأبذل قصارى جهدي”.
العُماني حمد الوهيبي العائد إلى المراحل الخاصة بالسرعة العام الماضي بعد فترة توقف طويلة، حقق أسرع الأوقات في العديد من المراحل الخاصة في رالي بلاده الشهر الماضي، إلا أن السّائق المخضرم لم يشارك في رالي قطر منذ عام 1997 عندما احتل المركز الثالث والأول في المجموعة “ن” خلف مقود سيارة ميتسوبيشي لانسر إيفولوشن 3 مع الملاح الأسطوري تيري هاريمان.
في ذلك العام ، فاز بالرالي الإماراتي محمد بن سليم، رئيس الاتحاد الدولي للسيارات المنتخب حديثًا.
قال الوهيبي: “الحدث منظم بشكل رائع. أحب الإعداد في لوسيل. انه امر رائع. لقد قاموا بعمل جيد في العمل على المراحل. كان لديّ القليل من الخبرة في الراليات الصحراوية الحصوية في عام 1997 وأيضًا عام 2010 عندما شاركت في دبي. الآن بت أملك الخبرة وأعرف كيف ستسير الأمور”.
وأضاف متحدثاً عن ملاحه: “لقد صُدم توني (سيركومب). تأتي إلى مناطق حيث لا يمكنك معرفة ما إذا كان هناك مسار. المفتاح هو التعود على عينيك. أعتقد أنه قد يعاني قليلاً من التعود على ذلك”.
وتابع: “من الرائع أن أكون هنا وأن أتمكن من مقارنة أنفسنا مع أفضل السائقين على غرار ناصر وكريس ومادس. محاولة الاقتراب منهم سيكون أمرًا رائعًا. سنقاتل قليلاً لكننا سنرى كيف ستسير الأمور بعد المراحل القليلة الأولى. أنا متحمس حقًا. السرعات عالية جدا. أعتقد أنه سيكون عبارة عن رالي مع الكثير من الانثقابات، مع بعض الحجارة الحادة. دعونا نأمل أن ننجو من الثقوب”.
وتخوض الاطقم غداً (لجمعة) مرورين من ثلاث مراحل حصوية، حيث تنطلق المنافسات مع مرحلة العريضة القصيرة (8.89 كلم) في تمام الساعة 09.58 بالتوقيت المحلي، لتليها الذخيرة (20.15 كلم) والخور (16.17 كم) في شمال قطر بدءاً من 10.26 و 10.57 توالياً.
ثم تعود الفرق إلى موقف الصيانة في لوسيل لإصلاح الأعطال في منتصف النهار، قبل أن تخرج مجدداً لخوض المرور الثاني المحدد بدءاً من الساعات 13.13 و 13.41 و 14.12 توالياً.