يتطلب تنظيم حدث ضخم بمستوى وحجم سباق الجائزة الكبرى في أبوظبي للفورمولا1، جهود فرق كبيرة تعمل على مدار الساعة خلف كواليس السباق الختامي لهذا الموسم لضمان سلامة السائقين والموظفين والجمهور.
ويتولى ستيوارت لاثام مسؤولية كبيرة خلال عطلة أسبوع السباق، تتمثل بتنسيق جهود الفرق العاملة في مختلف أرجاء حلبة مرسى ياس والإشراف عليها، ويمتلك ستيوارت خبرة طيلة في هذا المجال منذ انضمامه إلى كوادر حلبة مرسى ياس في عام 2010، وشهد على مدار السنوات الماضية التي شارك فيها في عمليات التخطيط والتحضير لهذا الحدث العالمي، بالإضافة إلى العديد من بطولات السباقات المحلية والإقليمية والعالمية الأخرى التي تستضيفها الحلبة الأشهر في المنطقة.
وفي عالم رياضة سباقات السيارات التي لا تقتصر سرعته على مسار السباق، يقدر ستيوارت عدد المهام التي ينجزها يوميًا بما يقارب على 100 مهمة خلال مراحل التحضيرية لسباق الجائزة الكبرى في أبوظبي. ومع التعديلات المثيرة التي شهدها مسار السباق في هذا العام والمواجهة الحاسمة التي تجمع هاميلتون وفيرستابن، يتوقع ستيوارت أن يزدحم جدول عمله بمزيد من المهام خلال الأيام القادمة.
ويقول ستيوارت: “تشمل مسؤوليات نائب مشرف المسار ومدير العمليات التشغيلية للأمن والسلامة جميع المهام المتعلقة بزيادة مستويات الأمان وزيادة الكفاءة. وتتضمن هذه المهام الإشراف على مسار السباق، بالإضافة إلى هيكلية الأمن والسلامة وخطة انتشار كوادر السلامة، والتخطيط لعمليات تدخل فرق السحب، وتأمين متطلبات مراقبي السباق، وتوفير الحلول في جميع الأوقات نظرًا لطبيعة رياضة السباقات التي لا يمكن التنبؤ بمجرياتها. ويتطلب كل ذلك جهودًا دؤؤبة من فرق العمل المختلفة، نحن على أتم استعداد لهذه المهمة”.
ويستدعي التخطيط لهذا الحدث العالمي الذي يستقطب آلاف المشجعين من مختلف أنحاء العالم سنويًا مستويات عالية من التخطيط المسبق، ويبدأ ستيوارت عملية التخطيط للسباق في شهر فبراير من كل عام، وعن ذلك يقول ستيوارت: “تبدأ عمليات التخطيط فعليًا مع أواخر شهر فبراير، ونستهلها بتقييم شامل لخطة العام السابق آخذين بعين الاعتبار أهم نتائج التقييم في وضع خطط السباق التالي”.
وتابع: “تتسارع وتيرة العمل تدريجيًا خلال الأشهر التالية، وعادة ما نبدأ العمل على العناصر الرئيسية التي يستوجب تنفيذها على المسار فترة أطول. وشهد مسار السباق في هذا العام تعديلات واسعة من المؤكد أن تزيد سوية الإثارة في السباق الذي يقام مساء الأحد، ولهذا فقد بدأنا العمل على وضع الهيكل الرئيسي لخططنا خلال شهر يوليو من هذا العام”.
وفيما تستهل حلبة مرسى ياس مرحلة جديدة من مسرتها الرائدة، عمل ستيوارت وفريقه المكون من الكوادر عالية الخبرة على اعتماد استراتيجية جديدة لعمليات السلامة، حيث اجتمع طاقم العمل للتحضير لهذا المهمة الضخمة استعدادًا لموسم السباقات الجديد على حلبة الفورمولا1 الشهيرة عالميًا، ويقول ستيوارت: “يصعب تقييم المسار عبر الاطلاع على رسم ثنائي الأبعاد له، ومع تقلص طول المسار بمقدار 300 متر، عملنا على وضع تعديلات شاملة على خطط السلامة وخطوطها العريضة لاستيعاب التعديلات الواسعة على منعطفات المسار البالغ طوله 5.28 كم”.
وأردف: “كان حصولنا على اعتماد الاتحاد الدولي للسيارات للمسار الجديد رسميًا في شهر أكتوبر لحظة فخر لجميع كوادر العمل، وسعدنا كثيرًا بتتويج جهودنا بالحصول على الاعتماد، فيما نواصل العمل والتحضير لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا1 في أبوظبي الذي تنطبق مجرياته في عطلة هذا الأسبوع”.
وللوهلة الأولى، قد تبدو هذه التحديات في غاية الصعوبة، إلا أن أي شعور بالتعب يختبره فريق العمل ينجلي مع التلويح براية نهاية السباق مساء الأحد، ليحل محله شعور غامر بالفخر والسعادة: ويقول ستيوارت: “مع عبور السائقين خط نهاية السباق مساء الأحد، تغمرنا مشاعر الفخر والسرور لرؤية جهودنا تؤتي ثمارها، ولعل هذه اللحظة هي الأبرز بالنسبة إلى في عطلة الأسبوع”.
وفيما تتباين مستويات انشغال ستيوارت على مدار العام، فإن يشرح بأن الاستعدادات لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا1 تستدعى أطول فترة زمنية تحضيرية مقارنة بالفعاليات العديدة الأخرى على روزنامة حلبة مرسى ياس الغنية بالمسابقات، ويعلق ستيوارت: “يتمثل الاختلاف الأكبر بين عطلة أسبوع سباق الجائزة الكبرى للفورمولا1 وفعاليات رياضة سباق السيارات الأخرى التي تستضيفها حلبة مرسى ياس بعدد المتغيرات الكبير ومقدار المهام الهائل التي ننجزها خلال اليوم”.
ويشرح ستيوارت: “يستدعي التحضير لسلسلة سباقات ياس أكثر من يوم واحد بقليل، فيما تستغرق الاستعدادات النهائية لعطلة أسبوع الفورمولا1 أسبوعين على الأقل، وتشمل إعداد المناطق المحيطة بالحلبة، وتحديد المسار، وتنفيذ عمليات التشغيل التحضيرية للسباق، مما يضقي على تجرب عطلة أسبوع السباق مزيدًا من التميز”.
ومع انتهاء منافسات الموسم في عطلة هذا السبوع، يحسم السباق الختامي في أبوظبي نتيجة المنافسة التاريخية بين ماكس فيرستابن ولويس هاميلتون اللذان يصلان إلى حلبة مرسى ياس وفي رصيد كل منهما عدد متساوٍ من النقاط، في حدث شهدته بطولة العالم للفورمولا1 مرة واحدة سابقًا في عام 1974. وعبر ستيوارت عنم حماسه وتشوقه لمتابعة مجريات سباق الحسم على مسار حلبة مرسى ياس.
“أنا متأكد بأنت سباق هذا الأسبوع سيظل في ذاكرة عشاق الفورمولا1 وكوادر العمل في حلبوة مرسى ياس لسنوات عديدة، استمتعت كثيرًا بمتابعة سباق الحسم على البطولة لموسم 2016، حين توج نيكي روزبرغ باللقب في السباق الختامي، وآمل أن يرتقي السباق في هذا العام إلى مستويات التشويق التي شهدها ذلك السباق”.